غالبًا ما يسألني الناس "عندي 3000 ريال فقط، هل يمكنني اللعب في عالم العملات الرقمية؟" لن أتكلف التظاهر، أقولها بصراحة: يمكن اللعب، لكن يجب أن تفهم ما الذي تلعب من أجله. لقد رأيت متداولين مبتدئين بقيمة 500 دولار ينهضون في سوق هابطة، وأشخاصًا بدأوا برأس مال 20 ألف دولار وتركوا منه شيئًا قليلًا خلال ستة أشهر. ما الفرق؟ هو فقط في ما إذا كنت قد فهمت قواعد اللعبة منذ البداية أم لا.

هل تريد أن تربح 100 ألف ريال من 3000 ريال؟ احسب الأمر وستعرف — يتطلب الأمر مضاعفة رأس المال أكثر من 300 مرة. بمعدل فائدة مركبة شهريًا 50%، وتكرار المضاعفة شهريًا لمدة 14 شهرًا متتالية، فإن احتمالية النجاح أقل من ثلاثة من عشرة آلاف. وراء قصص الثراء الفاحش بين ليلة وضحاها في عالم العملات الرقمية، يقف في الواقع ألف شخص خسروا رأس مالهم بالكامل.

الهدف الأول للمتداولين ذوي رأس المال الصغير ليس الثراء الفاحش، بل البقاء على قيد الحياة. وأفضل طريقة عملية: جرب 10% من رأس مالك (أي حوالي 300 ريال) كمحاولة، وإذا خسرتها، توقف عن الخسارة فورًا. إذا لم تستطع حتى حماية هذا المبلغ، فهذا يدل على أن نضجك العقلي أو استراتيجيتك غير كافيين بعد.

لا تنخدع بقصص "تضاعف عملة غير معروفة" من نوعها. العملات الصغيرة التي تقل قيمتها السوقية عن 500 مليون ريال، أكثر من 90% منها مميتة. للمبتدئين، الأفضل أن يركزوا على ثلاثة أصول فقط: البيتكوين، الإيثيريوم، والعملات المستقرة، فإغراء العملات الحيوانية و meme هو فخ.

لقد توصلت إلى طريقة بسيطة تعتمد على قواعد صارمة لمواجهة طبيعة الإنسان. قسم أموالك إلى ثلاثة أجزاء: 60% تلتزم بها للبيتكوين والإيثيريوم (يمكنك النوم بسلام إذا انخفضت، ولن تتردد في البيع إذا ارتفعت)، 30% تضعها في العملات المستقرة أو فرص أخرى، و10% فقط للتجربة والخطأ. بهذه الطريقة، تقل احتمالية خسارتك بشكل كبير. حتى في أسوأ الأسواق، مع الانضباط، هناك دائمًا فرصة للبقاء على قيد الحياة.