يعتقد الكثيرون أن التوزيع مجرد عملية تشغيل، لكنهم يقدّرون دوره بشكل منخفض. من منظور النظام البيئي بأكمله، تعتبر قدرة التوزيع هي الأساس — فهي تحدد ما إذا كان المحتوى يمكن توصيله بشكل مستقر للمستخدمين، وما إذا كانت التجربة يمكن إعادة استخدامها، وما إذا كان المجتمع يمكن أن يتوسع عبر طبقات مختلفة. تؤثر هذه العوامل مباشرة على ما إذا كان نمو النظام البيئي يمكن أن يستمر.

الاعتماد فقط على قنوات مركزية في عملية الانتشار يحمل مخاطر كبيرة. فبمجرد تغيير القواعد، قد تتقلب حركة المرور بشكل كبير. بالمقابل، يدمج الشبكة الموزعة قابلية الوصول في هيكلها ذاته، مما يجعل الانتشار أكثر استقرارًا ويوفر مساحة للفائدة المركبة.

القيمة طويلة الأمد لبروتوكولات مثل BitTorrent تظهر هنا: تحويل قدرة الوصول من السيطرة على نقطة واحدة إلى مساهمة جماعية من قبل مشاركي الشبكة. كلما زاد عدد المشاركين، أصبح التوزيع أكثر استقرارًا وأصعب انقطاعه. بالنسبة لنظام بيئي مثل TRON، هذا يعني أن المحتوى والأدوات والأنشطة المجتمعية يمكن أن تستمر لفترة أطول، وأنها ستكون أسهل في الاكتشاف، ويمكن أن يتحول الاهتمام المؤقت إلى احتفاظ طويل الأمد بالمستخدمين ونمو في الحجم بشكل أكثر طبيعية.